همس في باكو ورصاص على الحدود: أول لقاء سوري-إسرائيلي مباشر يبحث الاختراقات العسكرية

الأحد 13 يوليو 2025 5:01 ص
همس في باكو ورصاص على الحدود: أول لقاء سوري-إسرائيلي مباشر يبحث "الاختراقات" العسكرية

همس في باكو ورصاص على الحدود: أول لقاء سوري-إسرائيلي مباشر يبحث "الاختراقات" العسكرية

جنوب العرب - لندن - خاص

في خطوة لافتة ترسم ملامح مرحلة ما بعد الأسد، أفادت مصادر دبلوماسية مطلعة في دمشق بأن مسؤولين سوريين وإسرائيليين يعقدون لقاءً مباشراً "اختبارياً" في العاصمة الأذربيجانية باكو، على هامش الزيارة الرسمية التي يجريها الرئيس السوري أحمد الشرع.

ويأتي هذا اللقاء، الذي وصفه مراقبون بأنه يهدف لجس النبض، في وقت تتجنب فيه دمشق أي صدام مباشر مع إسرائيل، وتراهن على وساطة أمريكية لفتح قنوات خلفية مع تل أبيب.

وقال مصدر مطّلع على المحادثات، فضّل عدم الكشف عن هويته، إن "اللقاء سيجمع مسؤولاً سورياً بآخر إسرائيلي على هامش زيارة الشرع إلى باكو"، مؤكداً أن الرئيس السوري لن يشارك شخصياً في المحادثات.

وتتركز المباحثات، بحسب المصدر، حول القضايا التقنية وعلى رأسها "الوجود العسكري الإسرائيلي المستحدث في سوريا"، في إشارة إلى المناطق التي توغلت فيها القوات الإسرائيلية جنوب البلاد عقب سقوط نظام بشار الأسد قبل أكثر من سبعة أشهر.

دبلوماسية حذرة

على الرغم من أن حكومة الشرع لم تعلن رسمياً عن أي محادثات مباشرة، إلا أنها أقرت منذ وصولها إلى السلطة بوجود مفاوضات غير مباشرة تهدف إلى "احتواء التصعيد". وتطالب دمشق بالعودة إلى تطبيق اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، ووقف الأعمال القتالية تحت إشراف قوات أممية.

وتسير القيادة السورية الجديدة على حبل مشدود؛ فهي تسعى لمناقشة انسحاب القوات الإسرائيلية وتجنب إحراج دمشق عسكرياً، لكن دون تقديم أي تعهدات بالدخول في مفاوضات سلام مباشرة أو تطبيع مع حكومة بنيامين نتنياهو، وهو ما وصفته دمشق سابقاً بأنه "سابق لأوانه".

ويكتسب هذا الحراك زخماً من الدعم الأمريكي، حيث صرح المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، خلال زيارة إلى لبنان في 7 يوليو بأن "الحوار بين سوريا وإسرائيل قد بدأ". كما كشف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن لقاء جمعه بالشرع في الرياض خلال مايو، أبدى فيه الزعيم السوري تجاوباً مبدئياً مع فكرة الانضمام إلى "الاتفاقات الإبراهيمية" بمجرد استقرار الأوضاع في بلاده.

باكو.. وسيط الطاقة والسياسة

لم يكن اختيار باكو لعقد هذا اللقاء مصادفة، فأذربيجان، التي استقبلت الشرع بحفاوة، تتمتع بعلاقات وثيقة مع كل من تركيا، الحليف القوي لدمشق الجديدة، وإسرائيل. ولعبت باكو دوراً في نزع فتيل التوتر بين أنقرة وتل أبيب في الساحة السورية خلال الأشهر الماضية.

وبالتوازي مع المسار السياسي، حملت زيارة الشرع إلى أذربيجان أبعاداً اقتصادية استراتيجية، حيث أعلن الرئيس الأذري إلهام علييف عن خطط لتصدير الغاز الأذري إلى سوريا عبر تركيا، والمساهمة في إعادة إعمار البنية التحتية للطاقة في سوريا، في خطوة تشير إلى أن مسار التطبيع الاقتصادي قد يسبق أي اختراق سياسي كبير.

التعليقات

تقارير

الأحد 13 يوليو 2025 5:01 ص

بين الممرات الدبلوماسية المكيفة في واشنطن وتصريحات التفاؤل الحذر، وشوارع غزة التي يملؤها الغبار ورائحة الموت، تتسع الهوة بشكل مأساوي. ففي اليوم الذي أ...

الأحد 13 يوليو 2025 5:01 ص

في تصريحات نارية قد تُشعل الجدل حول مصداقية المعلومات الاستخباراتية الأمريكية، زعم الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أن إيران لم تكن لديها أي معرف...

الأحد 13 يوليو 2025 5:01 ص

 لليوم الثامن على التوالي، تشهد الأراضي الإيرانية تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق من جانب إسرائيل، التي كثفت غاراتها الجوية لتشمل استهداف رموز النظام ا...

الأكثر قراءة

كاريكاتير

اتبعنا على فيسبوك

اتبعنا على تويتر