ترامب يكشف فضيحة فوردو: هل خدعت إيران العالم أم أمريكا فقدت السيطرة؟

في تصريحات نارية قد تُشعل الجدل حول مصداقية المعلومات الاستخباراتية الأمريكية، زعم الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، أن إيران لم تكن لديها أي معرفة مسبقة بالضربات العسكرية الأمريكية التي كانت تستهدف منشآتها النووية. بل الأدهى، نفى ترامب بشكل قاطع أن تكون طهران قد نقلت أي يورانيوم من منشأة فوردو النووية الحساسة، في تناقض صارخ مع تقارير إعلامية ودولية سابقة.

وفي مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، صرّح ترامب بنبرة تحدٍ: "لم يتلقوا تحذيرًا كافيًا لأنهم لم يعلموا بقدومنا إلا لحظة الضربة." هذه التصريحات تُثير تساؤلات جدية حول مدى فعالية الضربات الأمريكية المزعومة وتأثيرها الحقيقي على البرنامج النووي الإيراني.

وبينما يتحدث العالم عن نقل محتمل لليورانيوم، يصر ترامب على أن "طهران لم تخرج أي يورانيوم من منشأة فوردو النووية، لأن مثل هذه العملية، ستكون صعبة وخطيرة للغاية." هنا يبرز التناقض الصارخ مع تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" التي ذكرت، نقلًا عن مصادر، أن إيران أزالت المعدات واليورانيوم من فوردو قبل أيام من الضربات الأمريكية.

وأضاف ترامب متهكمًا: "لم يعتقد أحد أننا سنهاجم تلك المنشأة (فوردو)، لأن الجميع قالوا إنها غير متاحة." لكنه عاد ليزعم أن "إيران أرسلت شاحنات تحمل عمالًا إلى فوردو، وقاموا بتسوية الأجزاء العلوية مسبقًا لتغطيتها قبل الضربات." هذا التصريح الأخير يُشير إلى أن إيران ربما كانت تستعد لشيء ما، حتى لو لم تعلم "بشكل مسبق" بالضربة المحددة.

تأتي تصريحات ترامب في الوقت الذي أفاد فيه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، بأنه بعد ضربات واشنطن المزعومة للمنشآت النووية الإيرانية، "يمكن أن يكون جزء من اليورانيوم المخصب دمر لكن ربما تم نقل جزء منه." هذا التصريح الأخير لغروسي، وإن كان غامضًا، يترك الباب مفتوحًا أمام احتمالية نقل اليورانيوم، مما يزيد من تعقيد المشهد ويثير الشكوك حول رواية ترامب.

هل يحاول ترامب قلب الطاولة على خصومه السياسيين من خلال التشكيك في معلوماتهم الاستخباراتية؟ أم أن هناك حقائق خفية لم يتم الكشف عنها بعد حول مصير يورانيوم فوردو؟ التضارب في التصريحات والروايات يُلقي بظلال من الشك على ما حدث بالفعل، ويُبقي مصير البرنامج النووي الإيراني في صدارة المشهد الدولي.