جنازة جنود إسرائيليين قتلوا في غزة
بينما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلتقط الصور في لقائه "الممتاز" مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بواشنطن، انفجرت في وجهه عاصفة من الانتقادات غير المسبوقة في الصحافة الإسرائيلية، التي وصفت حرب غزة بـ"فيتنام إسرائيل"، محذرة من فخ استراتيجي وخسائر فادحة واستنزاف لا نهاية له.
في هجوم لاذع، وصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ما يجري بأنه حرب عبثية، حيث تساءل الكاتب ناداف أيال عن قيمة زيارة واشنطن بينما "5 عائلات إسرائيلية أخرى تنضم إلى دائرة الثكلى". وأكد أن شعارات مثل "نزع سلاح حماس" هي مجرد غطاء لسيناريو كارثي يتمثل في احتلال عسكري كامل للقطاع، وهو ما وصفه بـ"خطأ أكبر من خطأ الأمريكيين في فيتنام".
وتحت عنوان "حماس لم تهزم"، كشف أيال أن الأرقام الرسمية تكذب رواية النصر، موضحاً أن مقتل 38 جندياً منذ مارس، غالبيتهم في يونيو الماضي، يؤكد أن القدرة القتالية للحركة لم تتراجع. وأشار إلى أن الهجمات الأخيرة، مثل كمين بيت حانون، وقعت في مناطق يفترض أنها "آمنة"، مما يثبت فشل استراتيجية "المحيط الأمني".
وحذر الكاتب من أن غياب أي خطة سياسية لليوم التالي للحرب يحول غزة إلى أرض خصبة للمقاومة. وقال: "غزة بلا حكومة أو اقتصاد.. فكيف لا تنتج مقاتلين؟ في ظل انهيار كامل، يصبح تجنيد الشباب ضد إسرائيل أمراً حتمياً". ووصف خطة رفح الإنسانية بأنها "وهم جديد" يفتقر لأبسط الإجابات حول مصير مليوني فلسطيني.
وفي مقال منفصل بنفس الصحيفة، اتهم الكاتب رانان شاكيد نتنياهو مباشرة بـ"الانشغال بالدعاية والسفر والتقاط الصور بينما الجنود يموتون يومياً". وأضاف أن رئيس الوزراء "تجاهل معاناة العائلات"، مشيراً إلى أن مفاوضات الأسرى تسير ببطء شديد بعد مرور 640 يوماً على الحرب، وأن الحديث عن "تقليص الفجوات" منفصل تماماً عن "الواقع الدموي في الميدان".
وتلخص هذه الهجمة الإعلامية الإسرائيلية المشهد الداخلي المتأزم بالآتي: ما يجري في غزة هو "حرب بلا نصر، وسياسة بلا رؤية"، واستنزاف يومي يعيد للأذهان ذكريات فيتنام وأفغانستان والعراق، وأن "النصر" الوحيد الممكن، بحسب الكتاب، هو تحويل القطاع إلى سجن مفتوح إلى الأبد.