إيتمار بن غفير وإيال زامير
في واقعة تكشف عمق الانقسام والتخبط في أعلى مستويات صنع القرار الإسرائيلي، تحوّل اجتماع لمجلس الحرب إلى مسرح للسخرية والاتهامات المتبادلة، وبلغ ذروته بعرض "زواج" صادم من رئيس هيئة الأركان إيال زامير لوزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.
وفي تفاصيل القصة التي انتشرت كالنار في الهشيم، اقتحم بن غفير الاجتماع وهو في حالة غضب، موجهاً اتهاماً مباشراً للقيادة العسكرية بـ"الجبن"، زاعماً أن الجيش يخشى من اتخاذ قرارات حاسمة ضد كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس في غزة.
الرد لم يأتِ عبر القنوات العسكرية التقليدية، بل جاء على لسان رئيس الأركان إيال زامير شخصياً، الذي نظر إلى بن غفير وقال أمامه وأمام جميع الحاضرين بلهجة ساخرة وحادة:
"اذهب أنت إلى غزة إن كنت ترى نفسك شجاعاً... قاتل هناك لنرى شجاعتك.. وإذا صمدت يوماً واحداً فقط، سأُعلن نفسي زوجةً لك!"
هذه العبارة لم تكن مجرد رد، بل كانت قنبلة صوتية فجّرت موجة عارمة من السخرية والاستهزاء داخل إسرائيل وخارجها، وكشفت عن الهوة السحيقة بين الخطاب السياسي المتشدد الذي يمثله بن غفير، والواقع الميداني الذي يواجهه الجيش. وأثارت سخرية واسعة كون بن غفير، الذي لم يخدم يوماً في أي موقع قتالي، يزايد على قادة الجيش في الشجاعة.
ويعكس هذا السجال العنيف حالة فقدان التوازن والضغط الهائل الذي تعيشه حكومة بنيامين نتنياهو، في ظل عجزها عن تحقيق أهدافها المعلنة في غزة، وتزايد الخسائر في صفوف جنودها، واستمرار المقاومة الفلسطينية في قلب المعادلات على الأرض.
ويرى محللون أن هذه المشادّة ليست مجرد خلاف عابر، بل هي مقدمة لمزيد من الانفجارات داخل الائتلاف الحكومي الهش، الذي يواجه اتهامات داخلية بالفشل وارتباك القرار، وسط ضغوط شعبية متزايدة ومقاومة فلسطينية أثبتت أنها الخصم الأصعب.