وزير الدفاع الداعري
ي تحرك عسكري رفيع المستوى لمواجهة التحديات المتسارعة، ترأس وزير الدفاع، الفريق الركن دكتور محسن محمد الداعري، اليوم في العاصمة عدن، اجتماعاً استثنائياً موسعاً لقيادات الوزارة والهيئات والدوائر العسكرية. لم يكن الاجتماع بروتوكولياً، بل كان جلسة مصارحة استراتيجية وضعت ملف محافظتي حضرموت والمهرة على طاولة التشريح الأمني والسياسي، حيث أطلع الوزير الحاضرين على الموقف العسكري وجهود القيادة السياسية لتعزيز الجبهات ورفع الجاهزية القتالية بما يؤمن ثبات المقاتلين بدعم ومساندة الأشقاء في التحالف.
بلهجة حملت طابع الاستعجال، وجّه الفريق الداعري رسالة شديدة الوضوح لكافة مكونات الشرعية، محذراً من خطورة الانزلاق نحو توترات بينية قد تفتت الصف الجمهوري، وشدد بصرامة على ضرورة بقاء فوهة البندقية مصوبة نحو العدو الحقيقي المتمثل في مليشيات الحوثي الإرهابية ومكافحة التنظيمات المتطرفة، معتبراً أن أي حرف للبوصلة في هذا التوقيت الحساس هو خدمة مجانية للمشروع الكهنوتي وتهديد مباشر للأمن القومي المشترك مع دول الجوار.
وقد شهد اللقاء تبادلاً شفافاً للرؤى حول المخاطر المحدقة بالشرق اليمني، حيث خلص القادة إلى ضرورة التحرك بمسؤولية وطنية لرأب الصدع وتجنب مآسي الاقتتال بين رفاق السلاح، مؤكدين التزام وزارة الدفاع بتهيئة كافة القدرات العسكرية لإسناد جهود حفظ الأمن والاستقرار. كما تخلل الاجتماع تثمين عالٍ للدور المحوري والدعم السخي الذي قدمته المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة منذ انطلاق عاصفة الحزم، والذين كان لمساندتهم الأثر الأكبر في التصدي للمشروع الحوثي ومكافحة الإرهاب.
وفي ختام المداولات، عبّر القادة عن تطلعهم لتحقق دقيق ومسؤول من مجريات الأوضاع على الأرض، مع ضرورة وضع معالجات بناءً على تقييم واقعي بعيداً عن أي قرارات غير مدروسة قد تسهم في خلق حالة تصعيد لا تخدم المصلحة الوطنية في هذه المرحلة الحساسة. كما جدد المجتمعون تفويضهم الكامل لوزير الدفاع لمواصلة جهوده الحثيثة في خلق بيئة توافقية تجمع مختلف التشكيلات العسكرية تحت مظلة واحدة، وحشد طاقاتها نحو الهدف المشترك.