الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو
في تطور دراماتيكي متسارع للمشهد السياسي في البرازيل، أوقفت الشرطة الفيدرالية الرئيس السابق جايير بولسونارو، ونقلته إلى مقر الاحتجاز الاحتياطي، وذلك غداة مكالمة هاتفية جمعته بالرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وبعد اتهامات قضائية له بمحاولة الفرار من الإقامة الجبرية التي كان يخضع لها منذ أغسطس الماضي. وجاء قرار التوقيف الصادر عن القاضي ألكسندر دي مورايس، بعد رصد محاولة بولسونارو "كسر" السوار الإلكتروني المخصص لمراقبته باستخدام "كاوية لحام يدوية"، وفيما برر الرئيس السابق فعلته في مقطع فيديو نشره القضاء بأنها كانت بدافع "الفضول"، اعتبر القاضي أن الفعل يمثل "خطراً كبيراً للفرار"، مشيراً في مذكرته إلى وجود شكوك قوية حول نية بولسونارو استغلال تظاهرة دعا إليها نجله السناتور فلافيو قرب منزله للتسلل والهروب إلى السفارة الأمريكية التي تقع على مقربة من مقر إقامته.
ويأتي هذا الإجراء الاحترازي في وقت يواجه فيه بولسونارو حكماً بالسجن لمدة 27 عاماً صدر في سبتمبر الماضي بتهمة التخطيط لانقلاب لمنع الرئيس الحالي لولا دا سيلفا من تولي السلطة، وقد أضفى الاتصال الهاتفي بين بولسونارو وترامب ليلة الجمعة بعداً دولياً للأزمة، حيث علق الرئيس الأمريكي على نبأ الاعتقال واصفاً إياه بـ"الأمر السيئ للغاية"، ومؤكداً عزمه الاجتماع بحليفه البرازيلي في "المستقبل القريب جداً"، رغم نفيه العلم المسبق بتفاصيل التوقيف، وهو ما زاد من حالة الاستقطاب السياسي في البلاد.
وفور شيوع نبأ الاعتقال، شهدت العاصمة برازيليا حالة من الانقسام الحاد، إذ تجمعت نساء قرب مقر الشرطة للاحتفال بتوقيف الزعيم المحافظ ورفعن زجاجات النبيذ، في حين احتشد أنصار بولسونارو في مكان قريب ملوحين بالأعلام الوطنية، تزامناً مع تصعيد نجله فلافيو من لهجته ضد القاضي مورايس، محملاً إياه مسؤولية حياة والده الذي يعاني من وضع صحي متدهور يشمل مضاعفات طعنة سابقة وسرطان الجلد ونوبات ضيق تنفس، قائلاً في تهديد مباشر: "إذا مات والدي هناك، فسيكون ذلك بسببك"، بينما حذر فريق الدفاع من أن السجن يعرض حياة موكلهم للخطر، خاصة بعد رفض المحكمة العليا مؤخراً طلب استئناف الحكم، مما يترك المعسكر اليميني في حالة عدم يقين بشأن مستقبلهم السياسي وانتخابات 2026.