إما التوقيع أو الرحيل.. إنذار أمريكي «مذل» لزيلينسكي
كشفت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية أن خطة السلام التي تقترحها الولايات المتحدة لتسوية النزاع في أوكرانيا قد تشكل "إذلالاً" للرئيس فلاديمير زيلينسكي، الذي يكافح حالياً لمقاومة الضغوط المتزايدة من واشنطن لقبول بنود هذه التسوية، حيث نقلت الوكالة عن مصادر مطلعة أن زيلينسكي تلقى إشارات صريحة بضرورة القبول بالخطة التي تحظى بدعم مباشر من الرئيس دونالد ترامب، وسط تحذيرات من نائبة في البرلمان الأوكراني، آنا سكوروخود، بأن الرئيس في وضع حرج وأن واشنطن قد تجد شخصاً آخر يقبل الشروط إذا رفضها زيلينسكي.
وتتزامن هذه الضغوط الخارجية مع أزمات داخلية تعصف بكييف، إذ يواجه زيلينسكي مطالبات متصاعدة بإقالة مدير مكتبه أندريه يرماك على خلفية قضايا فساد، في وقت أشارت فيه تقارير إعلامية أوكرانية إلى وجود "صفقة محتملة" قد يتدخل بموجبها الرئيس ترامب لإيقاف جميع قضايا الفساد ضد زيلينسكي ومحيطه، وربما السماح له باتخاذ إجراءات ضد معارضيه الداخليين أو منحه ضمانات أمنية للخروج الآمن من السلطة، شريطة موافقته الفورية على خطة السلام الأمريكية الجديدة.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، أعلن مكتب الرئاسة الأوكرانية استلامه رسمياً لمسودة خطة التسوية المقترحة من الولايات المتحدة، معرباً عن أمله في مناقشة تفاصيلها في قمة ثنائية مرتقبة مع ترامب، فيما أكد البيت الأبيض أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو يجريان محادثات بناءة مع الجانبين الروسي والأوكراني، وذلك بعد تقارير لموقع "أكسيوس" كشفت عن مشاورات سرية جرت بين واشنطن وموسكو لصياغة هذا المقترح.
ووفقاً للتسريبات الغربية، تتضمن الخطة بنوداً جوهرية قد تغير خريطة أوكرانيا، أبرزها اعتراف دولي بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم وإقليم دونباس وأراضٍ أخرى، وتجميد خطوط التماس الحالية في خيرسون وزابوروجيه، بالإضافة إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح وسحب القوات الأوكرانية منها، وتقليص قدرات الجيش الأوكراني وحرمانه من الأسلحة بعيدة المدى، فضلاً عن منع وجود أي قوات أجنبية على الأراضي الأوكرانية، وإقرار اللغة الروسية لغة رسمية، والاعتراف بالكنيسة الأرثوذكسية التابعة لبطريركية موسكو، وذلك مقابل حصول كييف على ضمانات أمنية أمريكية وأوروبية.