الدكتور أشرف غراب الخبير الاقتصادي
في تعليق يرسم ملامح كارثة اقتصادية عالمية وشيكة، حذر الخبير الاقتصادي البارز، الدكتور أشرف غراب، من التداعيات المدمرة التي قد تترتب على تنفيذ قرار البرلمان الإيراني بإغلاق مضيق هرمز، رداً على ضربات أمريكية محتملة. وأكد غراب، الذي يشغل منصب نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بجامعة الدول العربية، أن هذه الخطوة، إن تمت، لن تكون مجرد أزمة، بل "بداية لكارثة اقتصادية عالمية غير مسبوقة" ستجعل من أزمة عام 2008 المالية مجرد ذكرى عابرة.
ووصف الدكتور غراب فكرة إغلاق المضيق بأنها "انتحارية اقتصاديًا" ستكتوي إيران بنارها أولاً قبل غيرها، لكنها ستشعل فتيل "أم الأزمات" في كل اقتصادات العالم. وأوضح أن هذا الممر المائي، رغم ضيقه، هو شريان الحياة للطاقة العالمية، حيث يمر عبره يومياً ما يقرب من 20% من تجارة النفط وثلث تجارة الغاز الطبيعي المسال في العالم.
أسعار جنونية وخسائر مباشرة
وشدد الخبير الاقتصادي على أن أولى التداعيات المباشرة ستكون انفجاراً في أسعار الطاقة، متوقعاً أن تقفز أسعار النفط لتتجاوز حاجز الـ 100 دولار للبرميل، وقد تصل إلى 150 دولاراً وفقاً للتقديرات. وسيكون هذا الارتفاع بمثابة ضربة قاضية لدول كبرى مثل الصين التي تعتمد على المضيق لتأمين أكثر من 50% من احتياجاتها النفطية، والهند التي تعتمد عليه بنسبة تقارب 70%، بالإضافة إلى دول الاتحاد الأوروبي التي تبحث عن بدائل للطاقة الروسية. وأشار غراب إلى أن التأثير المباشر سيطال أكثر من 30 دولة، بينما ستمتد التأثيرات غير المباشرة لتشمل العالم بأسره.
شريان العالم تحت التهديد
ولإظهار حجم الكارثة بالأرقام، أشار غراب إلى أن المضيق يعبره يومياً نحو 23 مليون برميل من النفط الخام القادم من العراق والكويت والسعودية والإمارات وإيران، وهو ما يمثل 86% من إجمالي صادرات نفط الشرق الأوسط ونصف الطاقة التي يعتمد عليها الاقتصاد العالمي. ولا يقتصر الأمر على النفط، فالمضيق هو ممر حيوي لـ 22% من شحنات سلع أساسية مثل الحبوب وخام الحديد والأسمنت، مما يهدد بإشعال فاتورة الغذاء العالمية واضطراب هائل في سلاسل التوريد.
وختم غراب تحذيره بأن أي اضطراب في مضيق هرمز سيضع ضغوطاً هائلة على السياسات النقدية للبنوك المركزية في المنطقة والعالم، مما سيجبره على رفع أسعار الفائدة لكبح التضخم المتوقع، ليدخل الاقتصاد العالمي في حلقة مفرغة من التباطؤ وارتفاع تكاليف المعيشة.