الريال اليمني يهوِي إلى أدنى مستوياته.. انهيار تاريخي يُفاقم الأزمة الاقتصادية

شهد الريال اليمني انهيارًا تاريخيًا غير مسبوق أمام العملات الأجنبية، في ظل تصاعد الأزمة الاقتصادية وتفاقم التداعيات الناتجة عن الحرب المستمرة منذ سنوات، والتي أشعلتها ميليشيات الحوثي.

وقالت مصادر مصرفية لـ"العين الإخبارية" إن سوق الصرف شهد هبوطًا حادًا للعملة الوطنية، حيث بلغ سعر صرف الريال اليمني 715 ريالًا مقابل الريال السعودي، و2727 ريالًا للدولار الأمريكي، مسجلًا أدنى مستوى له منذ انقلاب الحوثيين أواخر عام 2014.

ويأتي هذا التراجع في وقتٍ حرج، حيث تعاني البلاد من توقف شبه كلي لمصادر الدخل الرئيسية، على رأسها صادرات النفط والغاز، بعد الهجمات الحوثية على المنشآت الحيوية في أكتوبر/تشرين الأول 2022.

وكشف تقرير أممي حديث أن العملة المحلية فقدت أكثر من نصف قيمتها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، منذ توقف تصدير النفط، ما تسبب في اضطراب اقتصادي واسع.

وبحسب تقرير برنامج الغذاء العالمي الصادر في مايو/أيار الماضي، فإن الريال اليمني سجل بنهاية أبريل/نيسان 2025 أدنى سعر صرف له على الإطلاق عند 2,511 ريالًا مقابل الدولار الأمريكي في المناطق الحكومية، مشيرًا إلى تراجع بنسبة 33% خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، و54% منذ نهاية 2022.

هذا الانهيار انعكس بشكل مباشر على أسعار الوقود والمواد الغذائية الأساسية، حيث ارتفع سعر البنزين بنسبة 20%، والديزل بنسبة 29%، كما ارتفعت تكلفة سلة الغذاء بنسبة 33% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ما يهدد بتفاقم الوضع الإنساني والمعيشي في واحدة من أفقر دول العالم.