صفعة للنظام في معقله.. دمشق تتهم "ميليشيات" الهجري بمنع وزرائها من دخول السويداء
في تصعيد يكشف عن عمق أزمة الثقة بين دمشق ومحافظة السويداء ذات الخصوصية الدرزية، اندلعت أزمة سياسية حادة اليوم الأحد، تحت غطاء قافلة مساعدات إنسانية، حيث تم منع وفد حكومي رفيع يضم ثلاثة وزراء من دخول المحافظة.
وأصدرت وزارة الخارجية السورية بياناً شديد اللهجة نددت فيه بالواقعة، ووجهت اتهاماً صريحاً لما وصفتها بـ"ميليشيات خارجة عن القانون وتابعة للشيخ حكمت الهجري" بمنع دخول القافلة والوفد المرافق لها، والذي كان يضم أيضاً محافظي درعا والسويداء.
وبينما صورت دمشق الأمر على أنه منع للمساعدات، كشفت تصريحات وزير الصحة السوري، مصعب العلي، أن رفض رئيس طائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري، كان موجهاً ضد "الوفد الحكومي المرافق" تحديداً وليس ضد المساعدات بحد ذاتها، وهو ما أكده بيان الخارجية الذي أشار إلى السماح بعبور "عدد محدود من سيارات الهلال الأحمر العربي السوري".
وحاولت الحكومة السورية ربط إرسالها للقافلة بـ"تدهور الأوضاع في المحافظة والتدخل الإسرائيلي"، في محاولة لتأطير الأزمة ضمن سياق خارجي، إلا أن منع وفدها الوزاري من الدخول يمثل ضربة لسيادتها وهيبتها في منطقة لطالما تمتعت بحكم ذاتي فعلي.
ورغم هذا الصدّ السياسي، أكدت وزارة الخارجية أن "جهودها لن تتوقف" لإيصال المساعدات، فيما أشار وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، إلى أن القوافل جاهزة للدخول في أي وقت، ملقياً بالكرة في ملعب السلطات المحلية في السويداء التي أرسلت رسالة واضحة: المساعدات الإنسانية مرحب بها، أما الوجود السياسي لدمشق فمرفوض.