حيوان أسترالي نادر يرسل رسالة ضوئية أخيرة قبل أن يختفي إلى الأبد (صورة)

في عمق براري أستراليا المظلمة، حيث تكافح الطبيعة للبقاء على قيد الحياة بعيدًا عن الحضارة، تم التقاط صورة ليست مجرد توثيق علمي، بل هي صرخة احتجاج وشبح لجمال على وشك الانقراض. مصور أسترالي وجه كاميرته نحو حيوان "الدُصيور الشرقي" المهدد، ليكشف عن سر كوني مذهل: الكائن يضيء في الظلام.

المصور بن ألدرج، لم يكن يعلم أنه سيصبح أول إنسان على الإطلاق يسجل هذا التوهج الطيفي لواحد من أندر الجرابيات في بيئته الطبيعية. تحت ضوء الأشعة فوق البنفسجية، تحول فرو الحيوان البني والأسود إلى لوحة فنية من الضوء الأزرق والأخضر، في مشهد سريالي يشبه، بحسب المصور، "قميصاً أبيض يلمع في حفل ديسكو".

لكن هذا "الحفل" الليلي ليس للمتعة، بل هو لغز بيولوجي عميق. هل هو لغة تواصل سرية؟ شفرة للتزاوج؟ أم طريقة للتمويه في عالم الظلال؟ لا أحد يعلم على وجه اليقين. وبينما يتكهن العلماء، يطلق المصور نكتة سوداء: "ربما يحبون الحفلات!"، في إشارة إلى الحياة الخفية التي تنبض بعد أن ينام البشر.

لكن هذه الصورة الفائزة بجائزة علمية مرموقة، تحمل في طياتها اتهاماً مباشراً للبشرية. فقد كشف ألدرج أن عمله هذا هو جزء من تحقيق أوسع في "الجريمة الصامتة" التي نرتكبها كل ليلة: التلوث الضوئي.

وصرح بحدة: "كمية الضوء التي نهدرها في إنارة الفضاء أمر سخيف، وغالباً ما تكون هذه الإنارات غير فعّالة حتى في الغرض الذي وُضعت لأجله". وأضاف أن فهمنا لهذه العوالم الليلية الخفية هو الخطوة الأولى لإدراك حجم الدمار الذي نسببه، والبدء في إصلاح بيئتنا العمرانية لتقليل أثرها الكارثي.

هذه الصورة ليست مجرد اكتشاف مذهل، بل هي رسالة من كائن على حافة الهاوية، تذكرة بصرية بعجائب العالم التي نطمسها بأضوائنا الساطعة، وصرخة أخيرة تسأل: هل سنطفئ أنوارنا غير الضرورية لنسمح لهم بالعيش، أم سنتركهم يتوهجون للمرة الأخيرة قبل أن يختفوا في الظلام إلى الأبد؟