بينما تتصارع الحكومات... الكويت تعالج أطفال عدن من سوء التغذية في مخيمات منسية
في عمق مخيمات النزوح المنسية بمنطقة البريقة في عدن، حيث لا تصل أصوات السياسيين ولا قراراتهم، وصلت سيارة "عيادة متنقلة" بتمويل كويتي لترسم خطاً فاصلاً بين الحياة والموت لأكثر من 170 طفلاً وامرأة.
ففي الوقت الذي تضج فيه العاصمة المؤقتة بالصراعات السياسية والجولات الاستعراضية للمسؤولين، تكفلت "جمعية إحياء التراث الإسلامي" الكويتية بتمويل حملة طبية لمواجهة الأوبئة وسوء التغذية الحاد الذي يفتك بأطفال دون الخامسة وأمهاتهم الحوامل والمرضعات في مخيم رأس عباس.
وبحسب الدكتورة كلثوم الناخبي، منسقة المشاريع في جمعية الحكمة اليمانية المنفذة للمشروع، فإن الطاقم الطبي لم يكن يواجه مجرد أمراض عادية، بل كان في سباق مع الزمن لعلاج حالات الإسهالات المعوية، والتهابات الجهاز التنفسي، والأمراض الجلدية التي فاقمتها حرارة الشمس الحارقة، وهي أمراض كان يمكن الوقاية منها لو وجدت منظومة صحية فاعلة.
وفي تصريح يكشف حجم الاعتماد على المساعدات الخارجية، وجه وسيم القباطي، مدير المشاريع بالجمعية، الشكر والثناء لدولة الكويت على دعمها، مؤكداً أن هذه الحملات التي تداوي جراح النازحين ستستمر لتشمل محافظات لحج وأبين وتعز وحضرموت.
ويبقى السؤال الذي يطرحه وجود هذه العيادة المتنقلة: إلى متى سيظل بقاء أطفال اليمن على قيد الحياة معتمداً على كرم الآخرين، بينما تقف مؤسسات الدولة عاجزة أو غائبة عن أداء أبسط واجباتها في عاصمتها المؤقتة؟