من داخل مجلسه الرئاسي.. العليمي يبحث "وحدة الصف" مع جناح طارق صالح
في خطوة تعكس تعقيدات المشهد السياسي داخل معسكر الشرعية، استقبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، اليوم الاثنين في عدن، قيادات المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، الجناح السياسي للقوات التي يقودها عضو المجلس الرئاسي العميد طارق صالح.
ورغم أن اللقاء تم تقديمه في إطار "المشاورات الموسعة مع كافة القوى والمكونات"، إلا أن طبيعته يكشف عن حوار داخلي ضمن مكونات المجلس الرئاسي نفسه، حيث استقبل رئيس المجلس قيادة فصيل يرأسه أحد أعضاء المجلس، لبحث تحديات وصفها البيان الرسمي بـ"الاستثنائية والحاسمة".
وفيما أكد العليمي أن هذه اللقاءات تأتي "تجسيداً لمبدأ الشفافية والشراكة وتعزيز وحدة الصف"، يرى مراقبون أن تكرار الدعوات لـ"توحيد الكلمة" هو اعتراف ضمني بوجود تحديات تواجه تماسك المجلس الذي يضم مكونات متعددة ذات أجندات مختلفة.
وقد أشاد العليمي بدور المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق صالح في مواجهة المشروع الحوثي المدعوم إيرانياً، وهو الثناء الذي يأتي في سياق محاولات رأب الصدع وتنسيق الجهود العسكرية والسياسية بين مختلف الفصائل المناهضة للحوثيين.
ووضع العليمي قيادات "المقاومة الوطنية" أمام التحديات الاقتصادية والتمويلية التي تواجه الحكومة، مشيراً إلى أن الأزمة الحالية هي نتاج "هجمات إرهابية وتعقيدات متراكمة"، ومعترفاً بأن مواجهتها لم تكن ممكنة لولا دعم التحالف بقيادة السعودية والإمارات.
وجدد رئيس مجلس القيادة تأكيده على ضرورة "التفرغ لمعركة استعادة مؤسسات الدولة"، داعياً إلى خطاب إعلامي موحد يدعم الحكومة ويمضي في الإصلاحات الشاملة، في رسالة تبدو موجهة لشركائه في المجلس قبل خصومه في صنعاء.
من جانبهم، قدم وفد المقاومة الوطنية رؤيته للتعاطي مع المتغيرات السياسية والاقتصادية، ومقترحاته لتعزيز "الاصطفاف الجمهوري" والشراكة في صنع القرار، مما يؤكد أن توزيع الأدوار والنفوذ داخل هيكل السلطة لا يزال بنداً رئيسياً على طاولة الحوار بين حلفاء الأمس وشركاء اليوم.