من ترومان إلى ترامب.. عالم نفس يفضح الخلل بشخصية الرئيس الذي لا يخطئ أبداً: النجاح لي والفشل لكم

في تحليل نفسي حاد، كشف عالم النفس البريطاني البارز، جيف بيتي، عن "الجانب المظلم" في شخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشخصًا ما وصفه بخلل سلوكي خطير يتمثل في إدارته للبيت الأبيض بعقلية "النجاح لي، والفشل لكم"، وهي سمة شخصية تجعله ينسب كل الإنجازات لنفسه، بينما يلقي بمسؤولية أي إخفاق على أقرب مرؤوسيه.

وفي مقاله اللاذع، استدعى بيتي شبح الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان، الذي وضع على مكتبه لافتة شهيرة كُتب عليها "المسؤولية تقع على عاتقنا!"، كرمز لتحمل القائد لتبعات قراراته. ويطرح بيتي السؤال الصادم: كيف تحولت قمة السلطة في العالم من مبدأ "المسؤولية المطلقة" إلى مبدأ "التنصل المطلق" في عهد ترامب؟

ويشرح عالم النفس أن نمط ترامب السلوكي واضح وثابت: "ينسب لنفسه باستمرار أي نجاحات... لكنه يحرص على أن تنسب أي إخفاقات إلى جهات أخرى فوراً". ولا يكتفي بذلك، بل كثيراً ما يؤدي دور "الرئيس المتفاجئ" بالقرارات الكارثية، التي يدّعي دائماً أنها من صنع شخص آخر، وخطأ شخص آخر، ولا يتردد في توجيه أصابع الاتهام إليهم علناً لسحقهم سياسياً.

ويقدم المقال مثالاً حياً وصارخاً على هذه الآلية النفسية: أزمة وقف شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا مؤخراً. فبينما كان العالم يغلي، تم توجيه كل الانتقادات لوزير الدفاع بيت هيغسيث، الذي وُضع فجأة في الواجهة كمسؤول وحيد عن القرار. وسرعان ما خرجت تقارير إعلامية تفيد بأن الوزير "تصرف من تلقاء نفسه" و"فاجأ" الرئيس بقراره. ليكمل ترامب المشهد بتصريحه أنه "لا يعرف من أذن" بوقف المساعدات، مبرئاً نفسه أمام الرأي العام ومقدماً أحد كبار مؤيديه كبش فداء.

ويخلص التحليل إلى نتيجة مقلقة: أن هذا السلوك ليس مجرد تكتيك سياسي، بل سمة شخصية متجذرة، تحول البيت الأبيض من مركز لاتخاذ القرارات المصيرية إلى مسرح دائم للبحث عن ضحية لتحميلها مسؤولية أي خطأ محتمل، بينما يبقى الرئيس في برج "النجاح" العاجي، بريئاً من أي زلل.