صلاح السقلدي
في هجوم هو الأعنف من نوعه، وجه الصحفي والكاتب السياسي صلاح السقلدي انتقاداً لاذعاً لما أسماه "المفارقة الصارخة" التي تمارسها قوى سياسية تشارك في السلطة، وتندد بفسادها في العلن بينما تتمسك بامتيازاتها في الخفاء.
وفي مقال جريء، كشف السقلدي عن ازدواجية هذه القوى التي تصف المنظومة الحاكمة بـ"الدولة العميقة"، لكنها في الوقت نفسه "تعمّق علاقتها بها". ورسم صورة ساخرة لحالهم قائلاً: "يشتكون من مكرها وخبثها، ويشاركونها مناصبها ورغيد عيشها في الداخل وفنادق الخارج. يتهمونها بالفساد، ويتقاسمون معها فسادها".
وأبرز السقلدي التناقض الأكبر في سلوك هؤلاء الشركاء، مشيراً إلى أنهم "يلومونها على تدهور الخدمات، ويغضبون من أي احتجاج شعبي ضدها"، في حماية غير مباشرة للمنظومة التي يدّعون معارضتها.
ووصل الهجوم إلى ذروته عندما أشار السقلدي إلى أن هذه القوى، رغم تأكيدها المستمر على أن الدولة "فاشلة وفاسدة ومتآمرة"، فإنها تقف حائط صد أمام أي محاولة حقيقية للإصلاح، حيث "يمنعون حتى الحديث عن فض الشراكة السياسية معها أو مجرد إصدار بيان بسيط للمطالبة بالحقوق".
وختم السقلدي مقاله بتشبيه بليغ يلخص المشهد بأكمله، قائلاً إن هؤلاء الشركاء: "باختصار، يتأففون من روثها ويتلهفون لضرعها، يئنون منها ويحنّون إليها... وكأن لسان حالهم يقول: دولة عميقة ومحد يعصي الدولة!".