قيادي بالانتقالي يفجر قنبلة ويحذر: إعلان حكومة جنوبية سيكون رصاصة الرحمة لانهيار المجلس
في تصريحات نارية هي الأعنف من نوعها، فجّر القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، علي الزامكي، قنبلة سياسية من العيار الثقيل، محذراً من أن الدعوات لتشكيل حكومة جنوبية مستقلة، التي يروج لها وزراء في المجلس نفسه، ليست سوى "انتحار سياسي" من شأنه أن يعجّل بانهيار المجلس من الداخل ويقضي على المشروع الجنوبي برمته.
وفي هجوم مباشر وصادم، شن الزامكي، عبر منشور له هزّ الأوساط السياسية الجنوبية مساء السبت، هجوماً على دعوة وزير الخدمة المدنية الدكتور عبدالناصر الوالي، معتبراً إياها خطوة متسرعة ستكون "الفشل بعينه". وأطلق اعترافاً صادماً يعكس حجم الأزمة الداخلية حين قال إن المجلس الذي "عجز عن إدارة العاصمة عدن، من المستحيل أن ينجح في إدارة محافظات الجنوب المترامية الأطراف".
وكشف الزامكي عن وجود ما وصفها بـ"أدوات داخل المجلس تعمل على إفشاله من الداخل رغم خطابها الإعلامي الداعم له"، ملمحاً إلى وجود صراع أجنحة وخيانات داخلية، ومؤكداً أن غياب العمل المؤسسي الحقيقي حوّل المجلس في نظر المجتمع الدولي إلى مجرد "هيكل شكلي".
لكن المفاجأة الأكبر في تصريحات الزامكي كانت كشفه عن تحول جذري وصامت في قناعات دوائر القرار العليا بالانتقالي. حيث أكد وجود "قناعة متزايدة" لدى قادة ووزراء في المجلس بأن القبول بـ"دولة اتحادية مكونة من أقاليم" هو الخيار الأفضل لضمان بقاء الانتقالي في السلطة، خاصة في حال التوصل لتسوية سياسية مع الحوثيين، وهو ما يتعارض كلياً مع حلم "استعادة الدولة" الذي تأسس عليه المجلس.
وحذر الزامكي من أن أي رفض لهذا الخيار الاتحادي قد يدفع التحالف العربي إلى استبدال قيادات الانتقالي الحالية، ومنح "البدلاء صك شرعية" لتمثيل الجنوب في أي تسوية قادمة، مكرراً بذلك سيناريو مؤتمر الحوار الوطني.
واختتم القيادي تصريحاته بالتأكيد على أن المجلس الانتقالي يعيش "صراعاً داخلياً صامتاً" حول مصيره واتجاهه السياسي، بين خيار "مدمر للجنوب"، وخيار "الشراكة الاتحادية"، وخيار ثالث يتطلب إرادة سياسية مفقودة، ما يضع مستقبل الجنوب بأكمله على المحك.